واشنطن تحذر من عملية عسكرية برفح.. وتشير لنقاط إيجابية برد حماس
الخارجية الأميركية تقول إنّ واشنطن “لم ترَ بعد أيّ دليل على تخطيط جاد لعملية كهذه”
حذّرت الولايات المتّحدة الخميس إسرائيل من خطر حدوث “كارثة” إذا ما شنّت هجوماً عسكرياً على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة من دون التخطيط له كما ينبغي.
وتعليقاً على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّه أمر الجيش “بالاستعداد للعمل” في رفح حيث تمّ تكثيف الضربات الجوية، قال نائب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إنّ واشنطن “لم ترَ بعد أيّ دليل على تخطيط جاد لعملية كهذه”. وأضاف أنّ “تنفيذ عملية مماثلة الآن، من دون تخطيط وبقليل من التفكير في منطقة” نزح إليها مليون شخص، “سيكون كارثة”.
وشدّد المتحدّث على أنّ الولايات المتّحدة “لن تدعم” عملية عسكرية واسعة النطاق لما تنطوي عليه من خطر وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين. كما ذكّر باتيل بأنّ معبر رفح هو شريان حيوي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ولفت المتحدّث إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي اختتم الخميس جولة شرق أوسطية سعى خلالها للدفع قدماً بالجهود المبذولة لإرساء هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، أبلغ هذا التحذير شخصياً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال اجتماعهما في القدس الأربعاء.
وكان بلينكن دعا علناً نتانياهو إلى إيلاء “الأولوية” للمدنيين في أيّ عملية يحضّر لشنّها الجيش الإسرائيلي في رفح.
والأربعاء أعلن نتانياهو أنّه أمر الجيش “بالتحضير” لهجوم على مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، حيث يعيش أكثر من 1,3 مليون نازح فلسطيني وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.
واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 132 بينهم ما زالوا في غزة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتردّ إسرائيل على الهجوم بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 27840 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
اتفاق بشأن تبادل الأسرى
وبينما تستمر المفاوضات حول هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، واتفاق بشأن تبادل الأسرى بين الجانبين، تحدث البيت الأبيض عن وجود نقاط إيجابية جدا في رد حماس على مقترح الاتفاق.
وكشفت مسودة لرد حماس الذي تسلمته قطر ومصر، الثلاثاء، وسلمتاه على ما يبدو لوزير الخارجية الأميركي بلينكن، أنها وافقت على اتفاق يتضمن 3 مراحل.
وأفاد 6 مسؤولين ومستشارين إسرائيليين لشبكة “إن بي سي نيوز” NBC News، الخميس، بأن إسرائيل مستعدة للسماح لرئيس حركة حماس يحيى السنوار بالخروج إلى المنفى مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء حكومة حماس في القطاع.
وأكدوا أن فكرة المنفى تمهد الطريق أمام هيئة حكم جديدة في غزة، على حد قولهم.
يأتي ذلك فيما تتواصل محادثات وجهود دبلوماسية لتهدئة الوضع في قطاع غزة، فيما تتزايد المخاوف حول مصير أكثر من مليون فلسطيني محاصرين في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة حيث تستعد إسرائيل لشن هجوم.
وبدا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن متفائلاً بتصريحاته، وقال إنه لا يزال يرى مجالاً للتفاوض، محذراً نتنياهو من القيام بأي أعمال تؤجج التوتر.