الرئاسة الفلسطينية تدين «مجزرة شارع الرشيد»
أدانت الرئاسة الفلسطينية، المجزرة البشعة التي ارتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي قرب شارع الرشيد بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات.
وقالت الرئاسة الفلسطينية، في بيان لها وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، اليوم الخميس , إن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء الذين يخاطرون من أجل لقمة العيش، يعتبر جزءًا لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وتتحمل سلطات الاحتلال المسئولية كاملة، والمحاسبة عليها أمام المحاكم الدولية.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيانها، أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة المجازر التي ارتكبها قوات الاحتلال منذ بداية العدوان الأخير على قطاع غزة، والذي خلف الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبيتهم من الأطفال والنساء.
يذكر أنه في وقت مبكر من صباح الخميس، لم يكن آلاف الفلسطينيين الجياع الذين توجهوا إلى نقطة توزيع المساعدات في مدينة غزة يعرفون أنهم سيلقون مصيراً مشؤوماً، جراء النيران الإسرائيلية والدهس والتدافع ليسقط المئات منهم بين قتيل وجريح.
وقال شاب مصاب كان ممددًا في أحد ممرات مستشفى كمال عدوان المكتظ بالجرحى: «كنا عند شارع الرشيد، فجأة دخلت الدبابات مع شاحنات المساعدات». وأضاف: «حصلت فوضى، وكان هناك حشد كبير، الاحتلال أطلق النار علينا، هناك الكثير من الإصابات. الناس جوعى، تريد أن تأكل». ووصلت إلى المستشفى امرأة لتفقد أقاربها، وقالت بصوت مرتجف «خرج أولاد أخي لإحضار الطحين، فأطلقوا عليهم النار». وأضافت مستغيثة: «نحن في حصار، ارحمونا، نحن على أبواب شهر رمضان».
– «ارحمونا»
وأكدت وزارة الصحة في قطاع غزة، سقوط 112 قتيلاً، و760 جريحاً في «مجزرة شارع الرشيد» أثناء محاولتهم الحصول على الطعام من شاحنات انتظروها طويلاً، ووصلت أخيراً محملة بالدقيق عند مفترق النابلسي غرب مدينة غزة.
وأكدت مصادر إسرائيلية: «أن جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار على حشود في قطاع غزة اقتربوا من شاحنات مساعدات إنسانية، بعدما شعروا بتهديد». وقالت المصادر، إن العديد من الأشخاص «اقتربوا من القوات التي تعمل على تأمين الشاحنات، بطريقة شكلت تهديداً لها فردت بالذخيرة الحية».
لكن متحدثاً باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين قال، إن عدداً من القتلى قضوا سحقاً بعجلات الشاحنات.
وقال المتحدث آفي هايمان: «تجمع حول الشاحنات أشخاص حاولوا النهب، واقتحم السائقون الحشود، ما أدى في النهاية إلى مقتل عشرات الأشخاص». وتدخل غالبية المساعدات الى القطاع برّاً عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، بعد أن تخضعها إسرائيل للتفتيش.
وخارج مستشفى كمال عدوان، تحلقت أربع نساء حول جثمان رجل ملتحٍ ملفوف بكفن أبيض، وهن يبكين فيما اصطف رجال للصلاة على جثمان آخر.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة: «ما زالت الطواقم الطبية تتعامل مع عدد من الحالات الخطرة بإمكانيات محدودة». ووصفت حركة «حماس» الحادثة بأنها «مجزرة مروعة» وقالت إن السكان «ذهبوا للحصول على الغذاء والمساعدات بعد تجويعهم وتجويع أكثر من 700 ألف إنسان منذ 146 يوما». ودانت الرئاسة الفلسطينية «المجزرة البشعة».
وقال شاهد عيان، إن الحادث وقع عند دوار النابلسي في غرب مدينة غزة لدى اندفاع فلسطينيين للحصول على المساعدات الشحيحة التي تصل الى منطقتهم منذ بدء الحرب.
وأضاف الشاهد: «اقتربت الشاحنات من دبابات الجيش الإسرائيلي التي كانت في المنطقة، واندفعت الحشود نحو الشاحنات».
وتابع: «أطلق الجنود النار على الحشود عندما اقترب الناس من الدبابات».
وأظهرت لقطات جوية وزعها الجيش الإسرائيلي أعداداً كبيرة من المواطنين يقتربون من الشاحنات التي كانت تسير في قافلة.
من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، إنه «على اطلاع على التقارير».
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة يهددهم خطر المجاعة خاصة في الشمال.
مساعدات شحيحة
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إنها أدخلت ما يزيد بقليل عن 2300 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة خلال فبراير/ شباط، وهو ما يمثل انخفاضا بنحو 50% مقارنة بالشهرالسابق له.
وأثارت «مجزرة» الخميس في مدينة غزة جدلاً في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، حيث واجه السفير الفلسطيني إبراهيم خريشة نظيره الإسرائيلي بشأن الضحايا المعلن عنهم. وتساءل خريشة: «هل هؤلاء دروع بشرية؟ هل هؤلاء مقاتلون من حماس؟».
وقتل 30035 شخصاً، وأصيب 70457 آخرون، في الحرب التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على قطاع غزة.